حذرت الأبحاث الجديدة من أنه قد يتم اختراق أكثر من مليار جهاز يعمل بنظام أندرويد، وذلك لأن الكثير من هذه الأجهزة – التي ما تزال قيد الاستخدام وتم شراؤها في وقت حديث نسبيًا – لم تعد تدعم التحديثات الأمنية، وبالتالي فإنها لا تتلقى تصحيحات الأخطاء وغيرها من المشكلات، وذلك وفقًا لمجموعة حماية المستهلك البريطانية (?Which).
ويعني هذا أن الأشخاص الذين يستخدمون الهواتف قد يتعرضون للإصابات التي يتم توزيعها على نطاق واسع، ويمكن أن يستغلها المتسللون بسهولة نسبية، واكتشف تقرير مجموعة حماية المستهلك البريطانية أن نحو 40 في المئة من مستخدمي أندرويد يستخدمون إصدارات قديمة من النظام التشغيلي، ولم تعد أجهزتهم تتلقى تحديثات الأمان.
وأظهرت أحدث الاختبارات كيف يمكن أن تتأثر الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، التي من ضمنها الهواتف التي لا تزال متاحة للشراء من الأسواق عبر الإنترنت مثل أمازون، بمجموعة من البرامج الضارة والتهديدات الأخرى، وقد يؤدي ذلك إلى سرقة البيانات الشخصية.
ويُعد أندرويد نظامَ التشغيل الأكثر شعبية في العالم، ونتيجة لذلك، فإن تقرير مجموعة حماية المستهلك البريطانية يقول إن هناك الملايين من مستخدمي الهواتف الذكية عرضة لخطر سرقة البيانات والهجمات الإلكترونية الأخرى، ووفقًا لبيانات شركة جوجل لعام 2019، فإن هناك أكثر من 2.5 مليار جهاز أندرويد نشيط في العالم.
وغالبًا ما تتوقف تحديثات الأمان بالنسبة للإصدارات القديمة من أنظمة تشغيل الأجهزة المحمولة، وتشجع شركات مثل جوجل المستخدمين على التحديث إلى إصدارات أحدث من نظام التشغيل؛ من أجل تأمين أجهزتهم بشكل أفضل ضد التهديدات السيبرانية الحديثة.
وتصدر كل من جوجل وآبل، صانعتي نظامي التشغيل المحمولين الأكثر شيوعًا في العالم أندرويد وآي أو إس، إصدارات جديدة من الأنظمة سنويًا، تليها تحديثات دورية أصغر لعدة سنوات من أجل إصلاح أي مشكلات أخرى موجودة داخل الأنظمة.
وبحسب التقرير، فإن الهواتف القديمة التي تم اختبارها من الشركات المصنعة، من ضمنها موتورولا وسامسونج وسوني وإل جي، تعاني من نقاط ضعف، وأي شخص يستخدم هاتف أندرويد صادر في عام 2012 أو ما قبله، من ضمنها الأجهزة الشائعة في ذلك الوقت مثل (Samsung Galaxy S3) و (Sony Xperia S)، يجب أن يكون قلقًا بشكل خاص.
وتشجع مجموعة حماية المستهلك البريطانية أي شخص يستخدم إصدارًا من نظام أندرويد أقدم من (7.0 Nougat)، الذي تم إصداره لأول مرة في عام 2016، على محاولة تحديثه؛ لأن هذا الإصدار لم يعد مدعومًا من قبل شركة جوجل.
وقال التقرير: “من دواعي قلقنا الشديد أن أجهزة أندرويد الباهظة الثمن لها عمر افتراضي قصير قبل أن تفقد دعمها الأمني، مما يترك ملايين المستخدمين معرّضين لخطر عواقب وخيمة، وينبغي وجود صراحةٍ بشأن التحديثات الأمنية من قِبل جوجل وشركات تصنيع الهواتف، إلى جانب توفير معلومات واضحة حول المدة الزمنية التي سيظل الجهاز مدعومًا خلالها، وماذا يجب على العملاء فعله عند نهاية الدعم”.
وردًا على التقرير، قال متحدث باسم شركة جوجل: “نحن ملتزمون بتحسين أمان أجهزة أندرويد، ونحن نقدم شهريًا تحديثات الأمان مع إصلاحات الأخطاء وغيرها من أشكال الحماية، ونعمل باستمرار مع شركاء الأجهزة وشركات الاتصالات لضمان حصول مستخدمي أندرويد على تجربة سريعة وآمنة مع أجهزتهم”.
يُذكر أن الدراسات السابقة أوضحت أن مالكي الهواتف الذكية في أوروبا والولايات المتحدة يحتفظون بأجهزتهم لفترة أطول، وذلك في ظل عدم وجود قفزات صغيرة في مجال الابتكار سنويًا، ويشار إلى ارتفاع أسعار الهواتف الذكية من الأسباب الرئيسية لعدم الترقية بشكل منتظم.
أيه آي تي نيوز